الله كريم ياقلبي
25-06-2018, 05:29 PM
الشيخ ونيس المبروك كتب: المثقف ( الهَبل )
إن أردت أن تحجز مكانك بين المثقفين ، الذين يزحمون في المنتديات ويدونون في الفيس أو يغردون في التويتر أو يُنظّرون على خلق الله في الفضائيات ، فعليك بما يلي :
حاول أن تكتب بمصطلحات لا يعرفها كل أحد ، كالبداغوجيا عند حديثك عن المناهج التربوية ، أو الهيرومنطيقيا عن حديثك تفسير النص الديني ، ولا بأس أن تحدثهم عن "السيميائية "عند شارل موريس ، و" السردية" عند غاتمان ، و"التفكيكية "عند جاك دريدا و"الإستطيقية "عند ثيودور فيزنغروند ، ..وأحرص على أن تكون مصطلحاتك جديدة وغير مستخدمة و معقدة ، بحيث تربك القاريء وتقطع عليه إدراك مرادك من الكتابة ، ولا تخاف من وضع المصطلح العلمي في غير موضعه ، فلن يتنبه لك القاريء المسكين ، ودع القاريء يسبح في بحر الكلمات الغامضة ،كالإيدلوجيا والفكرانية والمخيال العام والرواية المجتمعية ، ... وسواء فهم القاريء أو ( عمره ما فهم ) ، المهم أن تجعله يفتقر إليك في كل مرة ، لتفك له الطلاسم والألغاز التي طرزت بها مقالتك الراقية .
طعّم حديثك أو مقالتك العربية بمصطلحات إنجليزية أو فرنسية بين قوسين ،( مثل ما أفعله أنا أحيانا ) وأكثر منها ، فهذا يبهر القاريء ويوحي إليه بأن الكاتب له صلة ما ، بأكسفورد أو السوربون أو هارفارد ... أو أنه مطلع على الثقافات الغربية ولغة الخواجات ، فالعلمُ لا يكون علماً ، والثقافة لا تكون ثقافة ، إلا إن كان لها صلة ومرجعية بصاحب العيون الزرق .
إذا تكلمت عن ارتفاع الأسعار ، أو تفسخ المجتمع ، أو خطر الاستبداد السياسي ، أو ضياع الثروات ، أو الإرهاب ، أوحتى سقوط الأندلس ... فإياك إياك أن تنسى الحركات الإسلامية ، فهم سبب كل بلاء وغلاء ووباء ، .... واستفد من التقسيمات الجديدة للإسلام ، فهناك إسلام رياضي ، وإسلام اقتصادي ، وإسلام اجتماعي ، وإسلام "سياسي "، ... ، أما أصحاب المال والقرار ، فاثبت لهم في كل مناسبة أنك أفضل من المثقف الآخر في التطبيل والتزويق للواقف ، وخيرُ سبابٍ وطعانٍ ، ولعانٍ للمخالف .
تهكّم ،... وانتقد ، ومارس الاستاذية على الجميع ، ...وليس بالضرورة أن تقدم الحلول والبدائل ، يكفي فقط ، أن تتكلم بتعالي وتصف الآخرين بالسطحية ، وتغمز وتهمز المخالف ، وإياك أن تنسى نقد التراث ، وكل من سبقك ..لأنهم سبب التخلف الذين نحن فيه !!!!، فهذا سيجذب لك جمهورا عريضا من المعجبين والمعجبات
يا معشر الكتاب و المدونيين والمثقفين، إرحمونا ، ويسروا ولا تعسروا ، ودعوا التقعر ،...ولا تكونوا كذاك المثقف ( الهَبل ) الذي عناه أبو الطيب بقوله :
جازَ حدودَ اجتهادهِ فأتى* غَيرَ اجتهادٍ، لأمه (الهَبلُ)
وأبلغ ما يُطلب ُ النجاحُ به الـ * ـطبعُ وعندَ التعمق ِ الزللُ
أختم ...
أدوات مثل تويتر و فيسبوك تمنح حق الكلام لفيالقٍ من الحمقى، ممّن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسبّبوا بأي ضرر للمجتمع، و كان يتم إسكاتهم فوراً.
أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل.
https://ar-ar.facebook.com/almanaramedia/posts/2171569402883101:0
إن أردت أن تحجز مكانك بين المثقفين ، الذين يزحمون في المنتديات ويدونون في الفيس أو يغردون في التويتر أو يُنظّرون على خلق الله في الفضائيات ، فعليك بما يلي :
حاول أن تكتب بمصطلحات لا يعرفها كل أحد ، كالبداغوجيا عند حديثك عن المناهج التربوية ، أو الهيرومنطيقيا عن حديثك تفسير النص الديني ، ولا بأس أن تحدثهم عن "السيميائية "عند شارل موريس ، و" السردية" عند غاتمان ، و"التفكيكية "عند جاك دريدا و"الإستطيقية "عند ثيودور فيزنغروند ، ..وأحرص على أن تكون مصطلحاتك جديدة وغير مستخدمة و معقدة ، بحيث تربك القاريء وتقطع عليه إدراك مرادك من الكتابة ، ولا تخاف من وضع المصطلح العلمي في غير موضعه ، فلن يتنبه لك القاريء المسكين ، ودع القاريء يسبح في بحر الكلمات الغامضة ،كالإيدلوجيا والفكرانية والمخيال العام والرواية المجتمعية ، ... وسواء فهم القاريء أو ( عمره ما فهم ) ، المهم أن تجعله يفتقر إليك في كل مرة ، لتفك له الطلاسم والألغاز التي طرزت بها مقالتك الراقية .
طعّم حديثك أو مقالتك العربية بمصطلحات إنجليزية أو فرنسية بين قوسين ،( مثل ما أفعله أنا أحيانا ) وأكثر منها ، فهذا يبهر القاريء ويوحي إليه بأن الكاتب له صلة ما ، بأكسفورد أو السوربون أو هارفارد ... أو أنه مطلع على الثقافات الغربية ولغة الخواجات ، فالعلمُ لا يكون علماً ، والثقافة لا تكون ثقافة ، إلا إن كان لها صلة ومرجعية بصاحب العيون الزرق .
إذا تكلمت عن ارتفاع الأسعار ، أو تفسخ المجتمع ، أو خطر الاستبداد السياسي ، أو ضياع الثروات ، أو الإرهاب ، أوحتى سقوط الأندلس ... فإياك إياك أن تنسى الحركات الإسلامية ، فهم سبب كل بلاء وغلاء ووباء ، .... واستفد من التقسيمات الجديدة للإسلام ، فهناك إسلام رياضي ، وإسلام اقتصادي ، وإسلام اجتماعي ، وإسلام "سياسي "، ... ، أما أصحاب المال والقرار ، فاثبت لهم في كل مناسبة أنك أفضل من المثقف الآخر في التطبيل والتزويق للواقف ، وخيرُ سبابٍ وطعانٍ ، ولعانٍ للمخالف .
تهكّم ،... وانتقد ، ومارس الاستاذية على الجميع ، ...وليس بالضرورة أن تقدم الحلول والبدائل ، يكفي فقط ، أن تتكلم بتعالي وتصف الآخرين بالسطحية ، وتغمز وتهمز المخالف ، وإياك أن تنسى نقد التراث ، وكل من سبقك ..لأنهم سبب التخلف الذين نحن فيه !!!!، فهذا سيجذب لك جمهورا عريضا من المعجبين والمعجبات
يا معشر الكتاب و المدونيين والمثقفين، إرحمونا ، ويسروا ولا تعسروا ، ودعوا التقعر ،...ولا تكونوا كذاك المثقف ( الهَبل ) الذي عناه أبو الطيب بقوله :
جازَ حدودَ اجتهادهِ فأتى* غَيرَ اجتهادٍ، لأمه (الهَبلُ)
وأبلغ ما يُطلب ُ النجاحُ به الـ * ـطبعُ وعندَ التعمق ِ الزللُ
أختم ...
أدوات مثل تويتر و فيسبوك تمنح حق الكلام لفيالقٍ من الحمقى، ممّن كانوا يتكلمون في البارات فقط بعد تناول كأس من النبيذ، دون أن يتسبّبوا بأي ضرر للمجتمع، و كان يتم إسكاتهم فوراً.
أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل.
https://ar-ar.facebook.com/almanaramedia/posts/2171569402883101:0