AhmedTheKing
18-10-2016, 08:08 PM
يعتقد الكثيرون لدينا أننا شعب ملائكي .. !
وكلمة "ملائكي" عند إطلاقها في مثل هذا السياق تشير إلى عدم ارتكاب المعاصي
فالمقصود بها "الطيبة" و"التمسّك بالدين" و"عدم ارتكاب ما يغضب الله عز وجل"
فيعتقد الكثيرون أن شعبنا هو الأفضل من ناحية التدين في العالم أجمع .. !
وعندما يقع الخطأ الذي لا يمكن إنكاره فإننا نتهم "القادمين من خارج هذه الأرض الطيبة" بتنجيسها وجلب نجس الدول والثقافات الأخرى وإقحامها قسرا على هذا الشعب الطيب الملائكي !
وعندما نعجز عن رمي التهمة على هؤلاء .. فإننا نتوجه لنتهم صاحب الفعل بأنه "معتل نفسيا" !!
فمن المستحيل أن يذنب لدينا أحد .. !
فشرعنا كتاب الله
ودستورنا السنة النبوية المطهّرة !
هذا الكلام "الملائكي" بعيد كل البعد عن أرض الواضع !
لا ننكر أننا شعب مسلم .. شرعنا كتاب الله .. ودستورنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ولكن ..
في بلادنا نسبة من القتَلة والسارقين والزناة والمغتصبين والمُرابين والملحدين وغيرهم ممن يرتكبون ما لا يرضي الله عز وجل ولا يرضي عباده .. سواء كانوا مسلمين أم لم يكونوا مسلمين
قد تختلف النسبة من بلد إلى آخر .. وقد تكون عندنا أقل من غيرنا .. وربما أكثر من آخرين ..
ولكن الإجرام موجود في كل بلاد الدنيا
ولا يوجد عيب في أن يتواجد المجرمون في بلاد ما
فهذه طبيعة البشر ..
الطمع .. والجشع .. وحب الشهوات .. وحب الذات .. وغيرها من مسببات وجود مثل هؤلاء البشر
وهي أمور وُجدت منذ بدء الخليقة ..
فعصى آدم عليه السلام ربه في جنته .. وقتل ابنه قابيل ابنه هابيل طمعا في زوجة جميلة
وقتل ملك فاسق نبي الله يحيى لكي يرضي عاهرة .. !
وحاول إخوة يوسف عليه السلام قتل أخيهم ..
مرورا بعهد خير البشر بعد الأنبياء عليهم السلام (الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين) .. فمنهم من زنا ومنهم من سرق ومنهم من قذف ومنهم من تولّى يوم الزحف منهم من كان يسكر وغير ذلك (ولا يُنقص هذا من فضلهم شيئا بطبيعة الحال)
ووصولا إلى عصرنا الحالي (ولن أقول انتهاء لأنها سبتقى حتى قيام الساعة)
ووجود الذنوب والمذنبين لا يدل على فساد المجتمع بالكلية ..
والرسول صلى الله عليه وسلم قد رُوي عنه أنه قال: ((والذي نفسي بيده لو أنكم لا تذنبون .. فتستغفرون الله فيغفر لكم .. لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم .. ولو تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تتوبون لتاب الله عليكم))
صحيح أن الله عز وجل يغضب لمعصية العبد إياه .. ولكنه - سبحانه وتعالى - أشد فرحا بتوبة العبد من غضبه بمعصيته
فكما ورد عن خير البرية صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده))
وقد يعتقد من يقرأ موضوعي أنني أؤيد المعصية وأشجّع عليها .. ولكن ليس هذا المقصود ..
وإنما المقصود أن الإنسان طبعه الزلل
سبب كتابة هذا الموضوع ..
هو ذلك الشاب الذي نشر مقاطع على سناب شات يطالب فيها بالسماح الخمور والدعارة لأنها "طبيعية" و"ضرورية" ووصف ديننا بـ "الزبالة" أكرمكم الله بل وقال أن ديننا دين زبّال .. !
انتشر "هاشتاج" سريع في تويتر يطالب بالقبض عليه ومعاقبته .. وبالفعل تم القبض عليه خلال فترة قصيرة .. وجاء البيان كالعادة .. !
- - - -
أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض العقيد فواز بن جميل الميمان أنه من خلال متابعة ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، فقد تم رصد تغريده عبر تطبيق تويتر لأحد الأشخاص تضمنت مقطع فيديو يدعو من خلاله لما يتنافى مع العقيده السمحة ويسيء للدين الإسلامي الحنيف ، ولما أثاره هذا المقطع من استياء لدى عموم أفراد المجتمع.
فقد عملت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض على تحديد هوية الشخص (سعودي الجنسيه في العقد الثالث من العمر) وبسماع أقواله مبدئيا اتضح أنه يعاني من اضطرابات نفسية
وجرى إيقافه وإشعار فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة الرياض، حسب الاختصاص.
- - - -
ولا أعلم ما سبب هذا الإصرار على هذا الوصف المضحك !
لا يوجد في بلادنا من هو مجرم لمجرد أنه مجرم .. أو لمجرد أنه إنسان "تجرّد من أخلاقه"
لا بدّ وأن يكون مضطربا نفسيا .. أو عانى طفولة معذبة .. أو تكالبت عليه ظروف الحياة فقهرته حتى كسرته !
وكأنني أشاهد فيلما أمريكيا يبرر لسفاح قاتل ما يفعله حين يغتصب النساء ويقتلهنّ ثم يعلّقهن على أشجار لتكشف أحداث الفيلم أن أمه كانت عاهرة تخون أباه واكتشفها فقتلها وعلقها على شجرة !
الذنب ذنب من يرتكبه ..
((بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره))
والله سبحانه وتعالى يسأل الشخص عمّا ارتكبه هو نفسه من ذنوب ويحاسبه عليها دون غيره
((ولا تزر وازرة وزر أخرى))
والعجيب في الموضوع أن البيان المنسوب لشرطة الرياض - وكالعادة أيضا - لم يذكر اسم الشخص المقبوض عليه والإشارة فقط إلى فعله على الرغم من أن جميع من تابع الأحداث يعرف أن اسمه "عبد الله الحميد"
ولا أدري لماذا تصر جهاتنا القانونية على عدم التصريح بأسماء المجرمين الذين يخالفون القانون
كما جرى قبل فترة حين تمت إزالة تعديات "صبحي بترجي" بعد الفيديو المشهور له والذي عاد حسرات عليه فجاء الخبر واصفا إياه بـ "رجل أعمال مشهور"
خلاصة الكلام ..
لسنا شعبا ملائكيا
ولسنا شعبا كاملا لا يخطئ
فكلنا خطّاءون ..
ولكن كما نعلم جميعا ..
فإن خير الخطائين التوّابون !
ولو تمعّنا في لغة الحديث الشريف
فإن "خَطّاء" صيغة مبالغة على وزن "فعَّال" أي أنها تدل على تكرر الفعل وتكرر الأخطاء
و"توّاب" مثلها .. تدل على تكرر التوبة .. وتكرر الندم على الذنوب
وكلمة "ملائكي" عند إطلاقها في مثل هذا السياق تشير إلى عدم ارتكاب المعاصي
فالمقصود بها "الطيبة" و"التمسّك بالدين" و"عدم ارتكاب ما يغضب الله عز وجل"
فيعتقد الكثيرون أن شعبنا هو الأفضل من ناحية التدين في العالم أجمع .. !
وعندما يقع الخطأ الذي لا يمكن إنكاره فإننا نتهم "القادمين من خارج هذه الأرض الطيبة" بتنجيسها وجلب نجس الدول والثقافات الأخرى وإقحامها قسرا على هذا الشعب الطيب الملائكي !
وعندما نعجز عن رمي التهمة على هؤلاء .. فإننا نتوجه لنتهم صاحب الفعل بأنه "معتل نفسيا" !!
فمن المستحيل أن يذنب لدينا أحد .. !
فشرعنا كتاب الله
ودستورنا السنة النبوية المطهّرة !
هذا الكلام "الملائكي" بعيد كل البعد عن أرض الواضع !
لا ننكر أننا شعب مسلم .. شرعنا كتاب الله .. ودستورنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ولكن ..
في بلادنا نسبة من القتَلة والسارقين والزناة والمغتصبين والمُرابين والملحدين وغيرهم ممن يرتكبون ما لا يرضي الله عز وجل ولا يرضي عباده .. سواء كانوا مسلمين أم لم يكونوا مسلمين
قد تختلف النسبة من بلد إلى آخر .. وقد تكون عندنا أقل من غيرنا .. وربما أكثر من آخرين ..
ولكن الإجرام موجود في كل بلاد الدنيا
ولا يوجد عيب في أن يتواجد المجرمون في بلاد ما
فهذه طبيعة البشر ..
الطمع .. والجشع .. وحب الشهوات .. وحب الذات .. وغيرها من مسببات وجود مثل هؤلاء البشر
وهي أمور وُجدت منذ بدء الخليقة ..
فعصى آدم عليه السلام ربه في جنته .. وقتل ابنه قابيل ابنه هابيل طمعا في زوجة جميلة
وقتل ملك فاسق نبي الله يحيى لكي يرضي عاهرة .. !
وحاول إخوة يوسف عليه السلام قتل أخيهم ..
مرورا بعهد خير البشر بعد الأنبياء عليهم السلام (الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين) .. فمنهم من زنا ومنهم من سرق ومنهم من قذف ومنهم من تولّى يوم الزحف منهم من كان يسكر وغير ذلك (ولا يُنقص هذا من فضلهم شيئا بطبيعة الحال)
ووصولا إلى عصرنا الحالي (ولن أقول انتهاء لأنها سبتقى حتى قيام الساعة)
ووجود الذنوب والمذنبين لا يدل على فساد المجتمع بالكلية ..
والرسول صلى الله عليه وسلم قد رُوي عنه أنه قال: ((والذي نفسي بيده لو أنكم لا تذنبون .. فتستغفرون الله فيغفر لكم .. لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم .. ولو تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تتوبون لتاب الله عليكم))
صحيح أن الله عز وجل يغضب لمعصية العبد إياه .. ولكنه - سبحانه وتعالى - أشد فرحا بتوبة العبد من غضبه بمعصيته
فكما ورد عن خير البرية صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا وبه مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال أرجع إلى مكاني فرجع فنام نومة ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده))
وقد يعتقد من يقرأ موضوعي أنني أؤيد المعصية وأشجّع عليها .. ولكن ليس هذا المقصود ..
وإنما المقصود أن الإنسان طبعه الزلل
سبب كتابة هذا الموضوع ..
هو ذلك الشاب الذي نشر مقاطع على سناب شات يطالب فيها بالسماح الخمور والدعارة لأنها "طبيعية" و"ضرورية" ووصف ديننا بـ "الزبالة" أكرمكم الله بل وقال أن ديننا دين زبّال .. !
انتشر "هاشتاج" سريع في تويتر يطالب بالقبض عليه ومعاقبته .. وبالفعل تم القبض عليه خلال فترة قصيرة .. وجاء البيان كالعادة .. !
- - - -
أوضح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض العقيد فواز بن جميل الميمان أنه من خلال متابعة ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، فقد تم رصد تغريده عبر تطبيق تويتر لأحد الأشخاص تضمنت مقطع فيديو يدعو من خلاله لما يتنافى مع العقيده السمحة ويسيء للدين الإسلامي الحنيف ، ولما أثاره هذا المقطع من استياء لدى عموم أفراد المجتمع.
فقد عملت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض على تحديد هوية الشخص (سعودي الجنسيه في العقد الثالث من العمر) وبسماع أقواله مبدئيا اتضح أنه يعاني من اضطرابات نفسية
وجرى إيقافه وإشعار فرع هيئة التحقيق والادعاء العام بمنطقة الرياض، حسب الاختصاص.
- - - -
ولا أعلم ما سبب هذا الإصرار على هذا الوصف المضحك !
لا يوجد في بلادنا من هو مجرم لمجرد أنه مجرم .. أو لمجرد أنه إنسان "تجرّد من أخلاقه"
لا بدّ وأن يكون مضطربا نفسيا .. أو عانى طفولة معذبة .. أو تكالبت عليه ظروف الحياة فقهرته حتى كسرته !
وكأنني أشاهد فيلما أمريكيا يبرر لسفاح قاتل ما يفعله حين يغتصب النساء ويقتلهنّ ثم يعلّقهن على أشجار لتكشف أحداث الفيلم أن أمه كانت عاهرة تخون أباه واكتشفها فقتلها وعلقها على شجرة !
الذنب ذنب من يرتكبه ..
((بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره))
والله سبحانه وتعالى يسأل الشخص عمّا ارتكبه هو نفسه من ذنوب ويحاسبه عليها دون غيره
((ولا تزر وازرة وزر أخرى))
والعجيب في الموضوع أن البيان المنسوب لشرطة الرياض - وكالعادة أيضا - لم يذكر اسم الشخص المقبوض عليه والإشارة فقط إلى فعله على الرغم من أن جميع من تابع الأحداث يعرف أن اسمه "عبد الله الحميد"
ولا أدري لماذا تصر جهاتنا القانونية على عدم التصريح بأسماء المجرمين الذين يخالفون القانون
كما جرى قبل فترة حين تمت إزالة تعديات "صبحي بترجي" بعد الفيديو المشهور له والذي عاد حسرات عليه فجاء الخبر واصفا إياه بـ "رجل أعمال مشهور"
خلاصة الكلام ..
لسنا شعبا ملائكيا
ولسنا شعبا كاملا لا يخطئ
فكلنا خطّاءون ..
ولكن كما نعلم جميعا ..
فإن خير الخطائين التوّابون !
ولو تمعّنا في لغة الحديث الشريف
فإن "خَطّاء" صيغة مبالغة على وزن "فعَّال" أي أنها تدل على تكرر الفعل وتكرر الأخطاء
و"توّاب" مثلها .. تدل على تكرر التوبة .. وتكرر الندم على الذنوب