ليل و طرب
05-09-2015, 02:33 PM
طلال مداح .. الصوت الوحيد الذي يجتمع حوله الجميع
جريدة المدينة
إذا كان القلم هو سفير العقل ورسول الفكر وترجمان الذهن، فمن الآجدى لنا أن نعمل على تسخير هذه الأدوات الإنسانية في الجوانب الإبداعية بمختلف مناشط الحياة الاجتماعية والثقافية، خاصة عندما يجتمع الفن الراقي والممزوج بالقيم المثالية للنجاح فإن ذلك يعني أن نكرّر ما تحدث به الناقد العربي الكبير كمال النجمي عن المبدع الراحل طلال مداح -يرحمه الله- بقوله: «هو مطرب مواصفاته عربية يحمل ملامح ما يجعلك تقرؤه في تضاريس ومناخات العالم العربي تجاوز المحلية والإقليمية لنماذج فنية ذات أبعاد شاسعة أصبح معها الصوت العربي الوحيد الذي يجتمع حوله الجميع من الخليج إلى المحيط»
ونحن بصدد الحديث عن هذه الشخصية الخلاقة والمثيرة للجدل أثناء حياته وكذلك بعد مماته وانتقاله للرفيق الأعلى، حيث ُيحسب لهذا الرجل الكبير على أنه صاحب فلسفة فنية وإنسانية متميزة للغاية، وما تشهد به أعماله الغنائية والمقطوعات الموسيقية المتفرّدة والتي جاءت لإنقاذ الأغنية العربية المنهكة بأن تجد لها المتنفس الصحي والنقي والمثالي بعيدًا عن أجواء الأدخنة والضباب الملوث للذوق العام، في زمن أصبح معه الغالبية من الجمهور الكريم تحرّكه الطبلة لا الحنجرة، ويهزه الزعيق لا المشاعر، ويطربه الشكل لا المضمون، بعد أن أصبحت الساحة الغنائية ملجأ لكل السابلة والدهماء والسوقة من أصحاب الأصوات الناشزة والخارجة على المقامات الموسيقية التي لا تتفق نغماتهم مع السلالم الموسيقية الآخاذة
نعم.. لا زال صوت الأرض يمنحنا من معينه إرثًا فنيًا مبهجًا للغاية، رغم مرور خمسة عشر عامًا على رحيله، ليعطّر لنا في أرجاء ذاكرتنا المرهقة من عبقه النفيس لتستمد النشاط والحيوية من جديد وليبقى هذا الهرم الكبير مطاولا السماء بإبداعاته نتيجة لحضوره المتزايد في ذاكرة الجماهيرالعربية، حيث استطاع بكل اقتدار امتلاك «كاريزما» النجومية، وبذلك امتلك القدرة على التجاوز والعبور ما بين الأجيال، في زمن أصبح فيه الكبار يتداعون يومًا بعد يوم لعدم تعاملهم مع الزمن بواقعية الواقع، وليستمر هذا الصوت الآخاذ متجاوزًا بنا أغلب مآسي هذا الزمن الرديء بتقلباته ورمادية ألوانه، ولا زال بقايا الكبار يتتلمذون على صوته قبل الصغار، محوّلًا الجميع إلى كورال من المردّدين له. ولا غرابة في ذلك لأنه صوت متجدّد منحنا المزيد من المشاعر الشفافة والحميمية، لاسيما وأنه إرث فني ثمين عبق بكل المعاني الإنسانية الراقية .
___________________________
طلال مداح .. فوق إنك توصله
http://cdn.top4top.net/d_85ad5ea0fd1.mp3
جريدة المدينة
إذا كان القلم هو سفير العقل ورسول الفكر وترجمان الذهن، فمن الآجدى لنا أن نعمل على تسخير هذه الأدوات الإنسانية في الجوانب الإبداعية بمختلف مناشط الحياة الاجتماعية والثقافية، خاصة عندما يجتمع الفن الراقي والممزوج بالقيم المثالية للنجاح فإن ذلك يعني أن نكرّر ما تحدث به الناقد العربي الكبير كمال النجمي عن المبدع الراحل طلال مداح -يرحمه الله- بقوله: «هو مطرب مواصفاته عربية يحمل ملامح ما يجعلك تقرؤه في تضاريس ومناخات العالم العربي تجاوز المحلية والإقليمية لنماذج فنية ذات أبعاد شاسعة أصبح معها الصوت العربي الوحيد الذي يجتمع حوله الجميع من الخليج إلى المحيط»
ونحن بصدد الحديث عن هذه الشخصية الخلاقة والمثيرة للجدل أثناء حياته وكذلك بعد مماته وانتقاله للرفيق الأعلى، حيث ُيحسب لهذا الرجل الكبير على أنه صاحب فلسفة فنية وإنسانية متميزة للغاية، وما تشهد به أعماله الغنائية والمقطوعات الموسيقية المتفرّدة والتي جاءت لإنقاذ الأغنية العربية المنهكة بأن تجد لها المتنفس الصحي والنقي والمثالي بعيدًا عن أجواء الأدخنة والضباب الملوث للذوق العام، في زمن أصبح معه الغالبية من الجمهور الكريم تحرّكه الطبلة لا الحنجرة، ويهزه الزعيق لا المشاعر، ويطربه الشكل لا المضمون، بعد أن أصبحت الساحة الغنائية ملجأ لكل السابلة والدهماء والسوقة من أصحاب الأصوات الناشزة والخارجة على المقامات الموسيقية التي لا تتفق نغماتهم مع السلالم الموسيقية الآخاذة
نعم.. لا زال صوت الأرض يمنحنا من معينه إرثًا فنيًا مبهجًا للغاية، رغم مرور خمسة عشر عامًا على رحيله، ليعطّر لنا في أرجاء ذاكرتنا المرهقة من عبقه النفيس لتستمد النشاط والحيوية من جديد وليبقى هذا الهرم الكبير مطاولا السماء بإبداعاته نتيجة لحضوره المتزايد في ذاكرة الجماهيرالعربية، حيث استطاع بكل اقتدار امتلاك «كاريزما» النجومية، وبذلك امتلك القدرة على التجاوز والعبور ما بين الأجيال، في زمن أصبح فيه الكبار يتداعون يومًا بعد يوم لعدم تعاملهم مع الزمن بواقعية الواقع، وليستمر هذا الصوت الآخاذ متجاوزًا بنا أغلب مآسي هذا الزمن الرديء بتقلباته ورمادية ألوانه، ولا زال بقايا الكبار يتتلمذون على صوته قبل الصغار، محوّلًا الجميع إلى كورال من المردّدين له. ولا غرابة في ذلك لأنه صوت متجدّد منحنا المزيد من المشاعر الشفافة والحميمية، لاسيما وأنه إرث فني ثمين عبق بكل المعاني الإنسانية الراقية .
___________________________
طلال مداح .. فوق إنك توصله
http://cdn.top4top.net/d_85ad5ea0fd1.mp3