هشام العابر..
04-01-2014, 08:33 PM
اغفروا لي ان اتحدث اليوم عن هراء عربي أصيل. واغفروا لي مرة ثانية اذا قلت ان الاسلام فشل ان يصلحه، لم تكن المشكلة ابدا من التعليم الكريم بل من العربي الغريب التكوينة. انه هراء التفاخر. اعلم انه موضوع قد حُرق حديثا، لكن تحملوني. حكى لي احدهم فقال: هل تعرف ان أولئك القوم يدعون ان اجدادهم صحابة؟ وانت تعرف ما تعرف من امر اصلهم!.. ولدينا قوم يدعون ان نسبهم يتصل بالبيت النبوي الشريف، فيضيقون الزواج الا فيما بينهم حماية للنسب من التلطخ. قلت له: انتظر.. انت بنظرتك هذه تضع نفسك في ذات المطحنة أيضا. ان هذا ايها السادة والسيدات انما هو الا هرائنا الابدي. نزل القرآن يقول " الا بالتقوى"، وبلّغ النبي الاكرم يقول " دعوها فانها منتنة" ويقول " يا فاطمة لا اغني عنك من الله شيئا". نعرف ونحفظ هذا التراث الديني الجميل، لكننا لازلنا نعيش تحت سطوة الجاهلية. اثمر الفكر الغربي بعد معاركه القرونية الطويلة الى تقديس حقوق الانسان باعتباره انسانا. والآن بات صارما جدا عند سنّ تشريعاته وعقوباته ضد العنصرية، على مستوى قانون الدولة، وقانون المجتمع. ان الاسلام جاء بهذه الحضارة من قبلهم، فيا للحسرة. اني اسأل نفسي مرات: هل يمكن ان تكون حوارات المدرسين عندنا حول من نسبه هذه الأيام في الطالع ومن نسبه في النازل؟. ان هذا يحدث حقا في مدارسنا. اتذكر جيدا اني كتبت عن هذا الموضوع كثيرا حتى بتُ اكتبه بلغة فوضوية غير متسقة، لأني اؤمن انها اللغة الوحيدة الممكنة لتناول هذا الموضوع. وكم اشعر بالخزي الآن وانا اتحدث عنه.
وشوشني في حلمي صوت يقول: ان النسب كان كالرزق يسوقه الله الى من يشاء فجعله خيّرا في بيت النبوة الشريف. نعم كان رزقا، فهو كالمال والجمال، يعطيه الله من يشاء، او قل يبتليه. اما في عالم العلم اليوم الذي يسبح بين المجرات يستكشف الكون ويسافر فيه فلم يعد هذا الا كنكتة سخيفة لا تجلب معها حتى ابتسامة باردة. ان هذا النسب لا يعني لي اي شيء ابدا الا كما يعني لي " كلكم من آدم وآدم من تراب". انه شماعة قديمة يعلق عليها الناس امراضهم واعطابهم. تأملت فقلت لصديقي هذا: ما هو هذا النسب الغريب؟ هل هو شيء تشعر به يجري في دمك يجعلك مميزا جدا. هل هو بلورة من جينات نادرة ترقد في عظامك؟ ما هو هذا النسب، اني لم ار الا جدي، ولا اعرف من هو جده، ومن اين جاء حقا؟!. لا اعرف.. لا اعرف هذا الهراء. اعرف حقا انني انا الان وهنا، منحني الإله حرية عظيمة حتى اختار وافعل. واعرف ان هناك اناس يشبهون افكارهم، وان هناك وجوه باسمة وعابسة. واعرف ان النبل والكرامة والشرف تخلقها وفق منطق سليم افعال الانسان فقط.. فقط. ان المنطق العقلي يمكن ان يوقظ هؤلاء حين يخبرهم: انهم لم يختاروا الوانهم او والديهم او ان الشمس ستشرق كل صباح من الشرق وستغرب كل مغيب في اتجاه الغرب، وان تركيبة وراثية جينية دقيقة هي التي جعلتهم بيضا او حمرا او سودا، وانهم غير مسؤولين ابدا عن هذا. انما هم مسؤولون فقط عن اختياراتهم وافعالهم.
انك اذا مضيت يا صديقي في هذا الهراء ستجد هناك شجرٌ كثير قد يظللك فتضيع في الغابة، لا يدري الرجل منه صحة او زيفا، ولا يوافق المنطق العلمي التجريبي على مثل هذه القيافة. ثم يا صديقي انك ستلج الى بوابة اخرى تسمى بتكافؤ النسب. وستضيع في هذه الفوضى. نحن لم نتشاف من ادواء الجاهلية. ويمكن ان نصيح على المنابر بـ " ترضون دينه وخلق فزوجوه" ونعيش على الأرض بـ" ترضون نسبه ومرتبه فزوجوه". زوّج النبي الاكرم مولاه زيد بن حارثة وابنه اسامة وهما من الموالي لسيدتين قرشيتين، وتزوج بلال بن رباح عليه رضوان الله، بأخت عبدالرحمن بن عوف، فكل هؤلاء النسوة قرشيات. ان هذا هو الفهم الالهي للانسان. انها تلك العظمة البديعة التي جاء بها الدين للتحرر من معتقلات وخزعبلات الجاهلية، لخلق الانسان الذي يريده الله، ذلك العامر. لكننا يا صديقي نعشق الهراء ولا نقدر الا ان نعيش له ونقتات عليه. كلنا اقرباء تحت الجلد، وملتاثون كثيرا فوقه.
وشوشني في حلمي صوت يقول: ان النسب كان كالرزق يسوقه الله الى من يشاء فجعله خيّرا في بيت النبوة الشريف. نعم كان رزقا، فهو كالمال والجمال، يعطيه الله من يشاء، او قل يبتليه. اما في عالم العلم اليوم الذي يسبح بين المجرات يستكشف الكون ويسافر فيه فلم يعد هذا الا كنكتة سخيفة لا تجلب معها حتى ابتسامة باردة. ان هذا النسب لا يعني لي اي شيء ابدا الا كما يعني لي " كلكم من آدم وآدم من تراب". انه شماعة قديمة يعلق عليها الناس امراضهم واعطابهم. تأملت فقلت لصديقي هذا: ما هو هذا النسب الغريب؟ هل هو شيء تشعر به يجري في دمك يجعلك مميزا جدا. هل هو بلورة من جينات نادرة ترقد في عظامك؟ ما هو هذا النسب، اني لم ار الا جدي، ولا اعرف من هو جده، ومن اين جاء حقا؟!. لا اعرف.. لا اعرف هذا الهراء. اعرف حقا انني انا الان وهنا، منحني الإله حرية عظيمة حتى اختار وافعل. واعرف ان هناك اناس يشبهون افكارهم، وان هناك وجوه باسمة وعابسة. واعرف ان النبل والكرامة والشرف تخلقها وفق منطق سليم افعال الانسان فقط.. فقط. ان المنطق العقلي يمكن ان يوقظ هؤلاء حين يخبرهم: انهم لم يختاروا الوانهم او والديهم او ان الشمس ستشرق كل صباح من الشرق وستغرب كل مغيب في اتجاه الغرب، وان تركيبة وراثية جينية دقيقة هي التي جعلتهم بيضا او حمرا او سودا، وانهم غير مسؤولين ابدا عن هذا. انما هم مسؤولون فقط عن اختياراتهم وافعالهم.
انك اذا مضيت يا صديقي في هذا الهراء ستجد هناك شجرٌ كثير قد يظللك فتضيع في الغابة، لا يدري الرجل منه صحة او زيفا، ولا يوافق المنطق العلمي التجريبي على مثل هذه القيافة. ثم يا صديقي انك ستلج الى بوابة اخرى تسمى بتكافؤ النسب. وستضيع في هذه الفوضى. نحن لم نتشاف من ادواء الجاهلية. ويمكن ان نصيح على المنابر بـ " ترضون دينه وخلق فزوجوه" ونعيش على الأرض بـ" ترضون نسبه ومرتبه فزوجوه". زوّج النبي الاكرم مولاه زيد بن حارثة وابنه اسامة وهما من الموالي لسيدتين قرشيتين، وتزوج بلال بن رباح عليه رضوان الله، بأخت عبدالرحمن بن عوف، فكل هؤلاء النسوة قرشيات. ان هذا هو الفهم الالهي للانسان. انها تلك العظمة البديعة التي جاء بها الدين للتحرر من معتقلات وخزعبلات الجاهلية، لخلق الانسان الذي يريده الله، ذلك العامر. لكننا يا صديقي نعشق الهراء ولا نقدر الا ان نعيش له ونقتات عليه. كلنا اقرباء تحت الجلد، وملتاثون كثيرا فوقه.